البذرة المغناطيسية.. علاج ثوري للسرطان

خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن يمكن لبذرة مغناطيسية معالجة أورام في بعض أجزاء الجسم، خاصة تلك التي يتعذر الحصول عليها.
واستخدم العلماء ماسح بالرنين المغناطيسي لنقل البذور الواعدة إلى الورم، حيث يجري تسخين هذه البذور عن بُعد وتستخدم في هذه الحرار لقتل الخلايا السرطانية. وذكرت الدراسة، أن البذرة المغناطيسية تقوم على الاستئصال الجراحي البسيط للورم السرطاني عبر توجيه ذلك بالصور.
وطبقا لهذا العلاج، فإن البذرة التي يبلغ قطرها 2 مم، ويجري توجيهها داخل الدماغ من أجل رفع حرارة الأورام، ثم تدميرها.

وقال كبير مؤلفي الدراسة، مارك ليثجوي: “من خلال التحكم الدقيق عن بعد بالبذرة عن طريق ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، يمكننا تدمير الخلايا السرطانية فقط، مما يعني أننا سنكون قادرين للحفاظ على الأنسجة السليمة”.
وأضاف: “من منظور جراحة الأعصاب، هذا يعني أننا سنكون قادرين على الحفاظ على الوظائف الحركية والمعرفية، التي لا تساهم فحسب في جودة الحياة ووقت الشفاء، بل يمكن أن تساهم في بقاء المريض على قيد الحياة لمدى أطول”.
من جانبه، يقول طبيب السرطان الرئيسي في الدراسة، مارك إمبرتون: “صحيح أن العلاج الإشعاعي والجراحة يمكن أن يكون فعّال، إلا أنها غالبا ما تسبب بآثار جانبية غير مرغوب فيها، ففي حالة سرطان البروستانا يعاني المرضى من سلس البول والعجز الجنسي”. ويلفت إلى أن العلاج الجديد يسمح لأطباء السرطان بتدمير ورم البروستاتا بدقة ، مما يقلل الضرر الذي يلحق بالخلايا السليمة.
وأشار الدكتور لويس ثورن، استشاري جراحة الأعصاب، في المستشفى الوطني لطب وجراحة المخ والأعصاب في لندن، إلى أن فترة حياة المرضى، بعد إجراء الجراحة المعتادة، كانت تتراوح بين 12 إلى 18 شهراً، إلا أن تلك الطريقة الجديدة في العلاج يمكن أن تطيل أعمارهم لفترات أطول، مع الحد من الخسائر التي تلحق بالخلايا السليمة في المخ.
وستشكل البذور المغناطيسية علاجا أكثر فعالية لمرضى الأورام، وستقلل مدة التعافي، فضلا عن الحد من الآثار الجانبية.ويمكن استخدام هذه التقنية الجديدة ضد الورم الأرومي الدبقي، أكثر أنواع سرطان الدماغ شيوعا، إلى جانب سرطان البروستاتا وغيرها.
وجرى اختبار هذه البذرة على الفئران، وتم توثيق ذلك في دراسة نشرت في دورية (Advanced Science).