الوجبات السريعة تقتل البكتيريا المفيدة في الأمعاء
توصلت دراسة جديدة إلى أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على المنتجات الحيوانية والكحول والسكر تلحق الضرر بصحة الأمعاء البشرية، حيث يقول باحثون في هولندا أن الوجبات السريعة تعطل توازن الأمعاء الصحي عن طريق قتل البكتيريا المفيدة في الجسم.
كما ويمكن أن تؤدي كثرة تناول كل من البرجر والنقانق والمشروبات السكرية إلى حدوث التهاب يدفع البكتيريا النافعة من ميكروبيوم الأمعاء إلى الوفاة، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بمجموعة من الحالات المميتة بما في ذلك السمنة والسكري وأمراض القلب والسرطان ومرض الزهايمر.
تجدر الإشارة إلى أن الباحثين القائمين على الدراسة من جامعة جرونينجن الهولندية قد اعتمدوا في التوصل إلى نتائجهم على مسح بحثي بشأن العادات الغذائية لـ 1425 شخص، وكشفت النتائج أن المنتجات المعالجة كان لديها صلة بزيادة تكاثر البكتيريا الضارة على حساب البكتيريا المفيدة لدى جميع المشاركين، وشملت هذه الأطعمة اللحوم والمشروبات الغازية وعناصر أخرى قال مؤلفي الدراسة أنها تقع ضمن “مجموعة الوجبات السريعة”.
بالإضافة إلى ذلك، كتب المؤلف المشارك في الدراسة البروفيسور رينس ويرسما: ” في ظل غياب الألياف، تتحول البكتيريا المفيدة في الأمعاء إلى الطبقة المخاطية المعوية للتغذي عليها، مما يؤدي إلى تآكل داخلي في الأمعاء، الأمر الذي يعرض أمعائك للخطر”.
كما وأوضح الباحثين أنه قد وجدوا أن تناول الكثير من الفاكهة والخضروات والأسماك الزيتية مثل السلمون والماكريل كان يظهر تأثيراً معاكساً.
علاوة على ذلك، وجد الباحثون أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يخفف الالتهاب، في حين أظهرت الأطعمة المصنعة والمشتقة من الحيوانات ارتباطًاً ثابتاً بأنواع البكتيريا التي تزيد الالتهاب المعوي.
وأوضح الباحثون في بيان لمجلة Gut العلمية: “هذه البكتيريا معروفة بتأثيرها المضاد للالتهابات في الأمعاء من خلال تخمير الألياف وتحويلها إلى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة. والنمط الغذائي الذي يزيد من تواجدها بشكل تقليدي هو نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي الذي تم ربطه بانخفاض مخاطر الإصابة بمرض التهاب الأمعاء تقليدياً”.
والجدير بالذكر أن بعض الدراسات السابقة قد أظهرت أن النبيذ الأحمر يمكن أن يقلل من الالتهابات ومستويات الكوليسترول لدى الأفراد الأصحاء والذين يعانون من السمنة. ولكن بحسب نتائج الدراسة الجديدة، حذر الباحثون من أن الإفراط في تناول الكحوليات سيكون له في النهاية تأثير سلبي على صحة الأمعاء.
خلال الدراسة، كان 331 مشاركاً يعانون من أمراض الأمعاء الالتهابية مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، وكان الأطباء قد شخّصوا إصابة 223 آخرين بمرض القولون العصبي، بينما كان 871 آخرين ذوي أمعاء طبيعية ولا يعانون من أي مرض.
وفصل مؤلفو الدراسة الخيارات الغذائية لكل مشارك إلى 25 مجموعة تقاس بالجرام في اليوم، واستنتج: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الاستجابات المشتركة لميكروبات الأمعاء للنظام الغذائي لدى المرضى المصابين بمرض كرون والتهاب القولون التقرحي، ومتلازمة القولون العصبي وعامة المشاركين، قد تكون ذات صلة بسياقات الأمراض الأخرى التي يكون فيها الالتهاب والتغيرات الميكروبية في الأمعاء ومهمة ومحددة للغاية من حيث خطر تطوير أو إصابتهم بالأمراض المعوية”.