دراسة.. الكلاب قادرة على اكتشاف كورونا
قام كل من لوجان وليندساي بتصميم التجربة، حيث تم جمع العينات من المستشفيات والمتطوعين والأشخاص الذين ثبتت إصابتهم وتظهر عليهم أعراض بدرجات متفاوتة من الشدة. ولتنفيذ التجربة، ارتدى المتطوعون الجوارب والقمصان والأقنعة طوال الليل، وبعد فترة تم اختبار العينات التي أظهرت النتائج أن الكلاب لديها القدرة على شم رائحة الفيروس.
وأضاف لوجان: «أظهرت الدراسات أن فيروسات الجهاز التنفسي يمكن تمييزها عن طريق الرائحة التي تسبب إفرازات الجسم غير أن الفيروسات نفسها لا تنتج الروائح، وعندما يصيب الفيروس خلايانا، يمكن أن يكون لذلك تأثير غير مباشر على أنظمة مختلفة داخل الجسم، مما يؤدي إلى إطلاق الروائح عبر الجلد والأنفاس».
وساعدت في الدراسة كيلر جيست الاختصاصية النفسية التي تهتم بالعلاقة بين البشر والكلاب – مديرة مؤسسة Medical Detection Dogs – ووفقاً لصحيفة الجارديان البريطانية، قامت الحكومة البريطانية بتمويل المشروع البحثي بنصف مليون جنيه إسترليني.
ونجحت دراسة في فرنسا ولبنان في تدريب ستة “كلاب كشف”، لالتقاط رائحة المرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا الجديد،وفي أقل من يوم واحد، نجحت الكلاب المدرّبة في حفظ الرائحة بالفعل. وفي غضون أسابيع، دُرّبت الكلاب على تحديد عينات العرق بشكل صحيح من مرضى “كوفيد-19″، الذين ظهرت عليهم أعراض، وأي منها لم يحدث.
وفي الاختبار النهائي، حققت بعض الكلاب معدل نجاح 76%. وكان بعضها الآخر على صواب بنسبة 100% من الوقت. ورغم أن البحث محدود والنتائج أولية، لكن الأدلة المتراكمة تشير إلى أن الكلاب المدربة قد تكون طريقة سريعة وموثوقة ورخيصة لفحص (وليس اختبار) “كوفيد-19”.
وما يزال من غير الواضح ما الذي تشمه الكلاب بالضبط في هذه المواقف، لكن الباحثين يفترضون أنه بمجرد أن يكون SARS-CoV-2 داخل الخلايا البشرية، يمكنه تحطيم جزيئات معينة في العرق والتنفس والبول والدموع واللعاب والبراز، ما يؤدي إلى توليد مركبات عضوية متطايرة معينة (VOCs) وتُسهم هذه المركبات العضوية المتطايرة، التي تنبعث من جلدنا، في رائحة جسم الشخص، والتي من المحتمل أن تشمها الكلاب عندما تشم “كوفيد-19”. وفي الواقع، هذا المبدأ نفسه هو ما يسمح لها باكتشاف أنواع معينة من السرطان.
وإذا أظهرت الدراسات المستقبلية أن حاسة الشم لدى الكلب حساسة ومحددة بدرجة كافية لعدوى “كوفيد-19″، يمكن للسلطات الوطنية التفكير في استخدام كلاب الكشف المدربة للفحص المسبق للفيروس، أو إجراء فحص سريع بين مجموعات كبيرة من الأشخاص.
وبالفعل، تقوم العديد من الدول حول العالم بتدريب الكلاب للقيام بذلك، بما في ذلك تشيلي والأرجنتين والبرازيل وأستراليا وبلجيكا. وأظهر مخطط تجريبي في فنلندا أن الكلاب في مطار هلسنكي يمكنها اكتشاف “كوفيد-19” تقريبا بنسبة 100% من الوقت.