علماء: فيروس كورونا تحور لسلالة جديدة أسرع انتشارا

أعلن فريق من الباحثين، وجود أدلة قوية تشير إلى ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد انتشرت من أوروبا إلى الولايات المتحدة، وأن الطفرة التي حدثت بالفيروس التاجي تجعله أكثر قابلية لانتشار سريع للعدوى لتكون معدية أكثر بنحو عشرة أضعاف ولكنها لا تجعل المرضى أكثر مرضا أو تزيد من سوء أعراضهم من الأشكال السابقة للفيروس.
وأجرى فريق من معهد سكريبس للأبحاث في فلوريدا فحصا لبروتين spike، ووجدوا أن السلالة معدية أكثر من غيرها لأنها لا تنفصل بمجرد دخولها الجسم وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور هيريون تشوي، إن طفرة سلالة الفيروس حدثت من أجل “تعويض بروتينات spike القديمة”.ويدعي العلماء أن هذا التحوير حدث منذ يناير.
ومن المعروف أن بروتين spike هو ما يستخدمه فيروس كورونا للتمسك بالخلايا في المسالك الهوائية بواسطة مستقبلات ACE-2، وهي نقاط عبور تستخدمها الفيروسات للدخول إلى الجسم.
وتسمى النسخة المتحورة SG614 ورسميا D614. وهي السلالة السائدة في مرضى “كوفيد-19” في كندا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وأضافت دراسة الدكتور تشو: “إن السؤال المثير للاهتمام هو لماذا تبدو الفيروسات التي تحمل SG614 الأكثر استقرارا قابلة للانتقال دون أن تؤدي إلى اختلاف كبير يمكن ملاحظته في شدة المرض”.
وتم العثور على سلالة SG614 من الفيروس لأول مرة في ألمانيا في فبراير. وأشار العلماء إلى أنه خلال شهر مارس، أصبحت طفرة G614 شائعة بشكل متزايد في جميع أنحاء أوروبا، وبحلول أبريل، سيطرت على العينات الأحدث كما أنه في أوائل مارس، شهدت كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية ظهور هذه السلالة من الفيروس، والتي أصبحت الشكل السائد في كلتا الدولتين مع نهاية الشهر.
ويدرس الباحثون حاليا ما إذا كانت السلالة الجديدة من الفيروس ستؤثر على إمكانية السيطرة على الفيروس عن طريق اللقاح، إذ تستهدف اللقاحات الحالية التي تم اختبارها في الغالب بروتين السنبلة، ولكن تم تصنيعها باستخدام سلالات أقدم من الفيروس.
وأكد الباحثون أن السلالة الجديدة من الفيروس التاجي تتكاثر بشكل أسرع في الجهاز التنفسي العلوي – الأنف والجيوب الأنفية والحنجرة – وهو ما يفسر سبب مروره بسهولة أكبر، لكن الاختبارات التي أجريت على 1000 مريض في المستشفى في بريطانيا أظهرت أن المصابين بالسلالة الجديدة المتحورة من كوفيد 19، لم يكونوا أسوأ حالا من أولئك الذين أصيبوا بالسلالة الأصلية.
وتشير هذه النتائج إلى أن الشكل الأحدث للفيروس قد ينتقل بسهولة أكبر من الشكل الأصلي، ويجب ارتداء الأقنعة والحفاظ على التباعد الاجتماعي.
وقالت سمية سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، إن حوالي 30% من بيانات تسلسل الجينوم المأخوذة من عينات الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 التي جمعتها منظمة الصحة العالمية تظهر علامات على حدوث طفرة، لكن لا يوجد دليل على أن تلك الطفرة تؤدي إلى مرض أشد خطورة.