محاولة استنساخ نمر التسمانيا المنقرض منذ القرن الماضي
حقق باحثون في أستراليا من جامعة “ويسترن أستراليا” إنجازًا علميًا يمهد الطريق أمام استنساخ حيوان “نمر تسمانيا”، الذي انقرض منذ أربعينيات القرن الماضي.
واعتمد العلماء علي الحمض النووي لدى حيوان آخر، ويعرف بـ”النمبات” أو آكل النمل المخطط، من أجل إعادة نمر تسمانيا إلى الحياة، حيث استخدم العلماء عينة من دم هذا الحيوان المعرض بدوره للانقراض، وتعرفوا على خريطته الجينية، وقالوا إن هذا الأمر يساعدهم بشكل كبير.
وتقول الباحثة والأستاذة في الجامعة بارويندر كور، إن ما جرى الحصول عليه مؤخرا بفضل “النمبات”، بوسعه أن يتيح فك شفرة الحيوانات القريبة منها، مثل نمور تسمانيا وذلك على غرار جهود أميركية سابقة حاولت استنساخ الحيوان المعروف بـ”الماموث الصوفي” اعتمادًا على حمض نووي مستخلص من فيل آسيوي. وأوضحت أن “النمبات” يتقاسم ما يصل إلى 95 % من حمضه النووي مع الحيوانات القريبة منه، مثل نمر تسمانيا.
وذكرت الباحثة أن “التكنولوجيا أحرزت تقدما هائلا، وأوضحت كور أن “العلوم صارت أقل تكلفة، لأن استخراج جينوم لم يكلف سوى ألف دولار، في حين أن إنجاز أول خريطة كاملة لجينوم بشري كلفت 2.7 مليار دولار، عندما اكتمل إنجازها في سنة 2009”.
ويعمل العلماء في جميع أنحاء العالم على اختبار أحدث تقنيات تحرير الحمض النووي، حيث يتسابقون مع الزمن ليكونوا أول من يعيد إحياء الأنواع المنقرضة منذ فترة طويلة لدى الحيوانات.
لقد خطى العلم خطوات واسعة منذ استنساخ النعجة دوللي عام 1996، والتي تجري أبحاثا تتعلق بتنشيط الحمض النووي عبر الاستنساخ.
لقد مضى البعض خطوات في هذا الطريق، ففي عام 2000، خططت حديقة حيوان سان دييغو لعرض ثور هندي مهدد سمته “نوحا”، لكن لم يقدر له البقاء على قيد الحياة، إذ مات بعد يومين جراء إصابته بالعدوى.
ولاحقا، استضافت الحديقة نوعا من الماشية البرية النادرة يعرف باسم “البانتينج” وموطنه جنوب شرقي آسيا، واستقر المقام بأحدهم، ويدعى “جاهافا”، سبع سنوات حتى أصيب بكسر في ساقه، واضطر حراس الحديقة لقتله. وكان الباحثون قد استنسخوا “نوحا” و”جاهافا” مستعينين بخلايا مجمدة محفوظة بوحدة تابعة لحديقة سان دييجو، تضم عينات من أنسجة الجلد المجمدة لحيوانات مهددة.
ومعدل نفوق الحيوانات المستنسخة مرتفع مقارنة بالحيوانات الطبيعية، لأسباب مازالت مجهولة، وإن رُجح أن يعود ذلك لعيوب في إعادة البرمجة؛ إذ تحتفظ نواة خلية البويضة المتبرع بها بشيء من الذاكرة الوراثية، رافضة استبدالها بالمورث الجديد.
هناك ثقة متزايدة بين المجتمع العلمي في العالم، بأن التطورات الحديثة في الهندسة الوراثية يمكن أن تعيد قريبا بعض الأنواع المنقرضة إلى الحياة، بينها الماموث الصوفي وطائر الدودو، وهي حيوانات قريبة بدرجة كافية من نظرائها في العصر الحديث.
وقد يكون وحيد القرن الصوفي حيوانا منقرضا آخر يمكن للعلماء محاولة إحيائه من خلال تجربة الحمض النووي لأقاربه في العصر الحديث.