ابتكارات معرض لاس فيجاس للإلكترونيات
اختتم معرض لاس فيجاس للإلكترونيات “كونسيومر إلكترونيك شو” فعالياته قبل موعد انتهائه بيوم واحد بسبب التجدد المتسارع لجائحة كورونا.
وحفل معرض لاس فيجاس للإلكترونيات بمجموعة واسعة من الابتكارات، بينها روبوتات ظريفة، وتقنيات تقيس المعطيات الصحية للجسم لكنّ بعض الخبراء يبدون قلقهم من مساوئ تعميم مفهوم الصحة الشخصية، وأبرزها التوتر أو الإدمان.
ويلمع خاتم “سيركولر رينج” تحت القبة الزجاجية كالجوهرة الثمينة، لكنّ هذا المظهر البرّاق يخبئ في طياته مستشعرات دقيقة مخفية قادرة على قياس أكثر من 140 معياراً فيزيائياً في الجسم، بدءاً من معدلات التنفّس إلى درجة حرارة الجسم.. يتتبّع خلال النهار معدّل نشاط الفرد. ويظهر مجموع الطاقة المستهلكة بالاعتماد على معدل ضربات القلب، ونسبة الأوكسيجين في الدم، وتغيرات درجة حرارة الجسم وغيرها من المعطيات”. “تستمر العملية هذه خلال الليل، إذ يقيس الخاتم مراحل النوم، والوقت الذي يستغرقه الشخص ليغفو، وما إذا كان وضعه يتطابق مع نظامه اليومي، إلى ما هنالك. وفي الصباح يحدث اهتزازات لإيقاظك في الوقت المناسب”.
ويقول مؤسس الشركة الناشئة الفرنسية “سيركولار” أموري كوسمان “نريد جعل مفهوم الصحة الشخصية متاحاً للجميع”. ويتقاسم هذا الهدف عدد كبير من المشاركين في المعرض، في وقت عزّزت جائحة كوفيد-19 فكرة التطبيب عن بُعد وممارسة الرياضة في المنازل. ويوضح كوسمان أنّ خاتم “سيركولر رينج” “سيطرح بعد شهرين وسيباع بأقل من 340 دولاراً.
إلى ذلك، صمّمت شركة “كوانتوم أوبيريشن” اليابانية الناشئة نموذجاً أوّلياً لسوار يقيس باستمرار مستوى السكّر في الدم. ولن يحتاج مرضى السكري بالتالي إلى الإبر. ويمكن للأجهزة هذه أن تقدّم حلولاً لمشاكل صحّية واقعية، لكن يخشى البعض من تخطّي هذه الأهداف إلى ممارسات تتعلّق بـ”القياس الكمّي للذات” المتمثّل في قياس المؤشرات الصحية كلّها لأهداف صحّية أو للرفاهية فقط.
وعرضت شركة “أوليف هيلث كير” الكورية الجنوبية أحدث أجهزة مسح ضوئية محمولة تعمل بالأشعة تحت الحمراء. ويحلّل جهاز “بيلو” دهون البطن (ويقدّم نصائح للتخلّص منها)، بينما يقيس “فيتو” الكتلة العضلية في الجسم (وطرق زيادتها).
ويقول مدير مبيعات “ويثينجز” في الولايات المتحدة بول بوكلاي “لا أعتقد أنّ المعلومات التي توفّرها هذه الأجهزة كثيرة للغاية. نحن قادرون على التعامل معها”. ويشير إلى “بادي سكان”، وهو ميزان مقاييس تعرضه الشركة الفرنسية في لاس فيجاس، يحوّل الوزن الصباحي للشخص إلى روتين واقعي صحي استباقي، إذ يجري مقبضه القابل للسحب مع الأقطاب الكهربائية مخططاً كهربائياً للقلب ويحلّل المعطيات الصحيّة لكل جزء من أجزاء الجسم بالتفصيل. ويشير بوكلاي إلى أنّ “الأطباء لا يخبرون بالضرورة مرضاهم كل شيء”، مضيفاً “ستستطيع حالياً إجراء تغييرات يومية لأنك ستكون على دراية أفضل بما يحدث في جسمك”.
ولا شك في أن الطلب على أجهزة من هذا النوع مرتفع، إذ أن عشرات الملايين من الأشخاص يضعون أجسامهم حالياً تحت المراقبة الجزئية أو المستمرة. ويتوقع أن تبلغ نفقات قطاع الأجهزة الصحية والرياضية القابلة للارتداء أكثر من 14 مليار دولار في العام 2022، بحسب الجهة المنظّمة لمعرض “كونسيومر إلكترونيك شو”. ويمثّل هذا الرقم أكثر من ضعف الانفاق عام 2018. ويعود هذا النّمو إلى الساعات الذكية الرياضية مثل ساعات “آبل” و”سامسونج” (مع مردود أكثر من 7 مليار دولار متوقع لهذا العام)، وإلى المعدّات الرياضية المتصلة بالإنترنت التي ازدهرت أثناء الوباء، وكذلك أجهزة التتبع الشخصية.
كما عرضت الكمامة البلاستيكية البيضاء وهي متصلة بجهاز يُوضع على الحزام، ويحتوي على مصفاة تتولى تدمير الجسيمات الدقيقة والمركبات العضوية المتطايرة، أي مسببات الأمراض أو الملوثات.
ويؤكد الشريك المؤسس لـ”إيركسوم” فرانك جليزال، أن هذه الكمامة “أداة ممتازة لمكافحة أزمة كوفيد-19، لأن الشخص لن يحتاج إلى تلقي جرعات رابعة وخامسة وسادسة من اللقاح، وسيحمي نفسه من متحورات الفيروس كلها ومن الفيروسات الجديدة المستقبلية”.أما المهندس في “إيركسوم” ترونغ داي نجويين فيوضح أن “الكمامات العادية التقليدية لا تحمي بالكامل، إذ يمكن للهواء الدخول عبر جوانبها. أما هذه الكمامة فتحمي بالكامل وهي مريحة جداً عندما توضع على الوجه”.ويؤكد نجويين أن الشركة ستعمل في النسخة المقبلة من الكمامات على تحسين نوعية صوت من يضعها، إذ لا يُسمَع بوضوح بسبب سماكة النموذج الحالي الذي يُطرح في السوق خلال الربيع وسيُباع “بنحو 300 يورو”.ويشرح نجويين أن تكلفة تبديل الكمامة (الجراحية) المعتمدة حالياً كل أربع ساعات، ستكون بعد ثلاث سنوات أعلى من سعر قناع “إيركسوم”.
جهاز التنفس الاصطناعي ابتكر نظام تهوية صغيراً يوضع وراء الحاجز الورقي للكمامة. وأُطلقت على جهاز التنفس الاصطناعي الصغير هذا الذي ابتكرته شركة “نيو باد مايكر” الناشئة تسمية “أييرونيست”، وهو مثبت في مكانه بفضل مغناطيس مزدوج، ويُشغل بواسطة بطارية صغيرة متصلة بحبل يمتد على عنق المستخدم.ويقول رجل الأعمال فوشار “عندما تستقل الطائرة أو القطار، يمكنك هذا الجهاز من أن تتنفس بشكل طبيعي”، مضيفاً “يمكن استخدامه أيضاً أثناء العمل، ويجنب واضعي النظارات تشكل البخار على زجاجات نظاراتهم جراء التنفس”. ويوضح أن في الإمكان التحكم في سرعة المروحة حسب الحاجة.
الروبوت و”العضة الناعمة“يعني تعبير “أماغامي” باليابانية “عضة ناعمة”. ويقول رجل الأعمال الياباني شونسوكي أوكي “إنه شعور جميل للغاية ونريد أن يستمتع به العالم”.فروبوته دمية محشورة تشبه القطة والكلب الصغير في آن واحد ويعض بلطف أي إصبع تحت أنفه.وأرجعت الشركة الناشئة سبب ابتكارها هذه العضة الغريزية للحيوانات الصغيرة، إلى فكرة أن الناس يمكن أن يجدوا الراحة فيها. ويوضح أوكي أن هذا الروبوت يرافقه أثناء قيادته السيارة، ويقول إن الشعور الذي توفره العضة الناعمة “مريح للغاية في زمن كوفيد-19 ومع قضاء الأيام داخل المنازل”.
كما عرض نموذج بالحجم الحقيقي لـ«طائرة فضاء» من «سييرا سبايس» في «معرض لاس فيجاس للإلكترونيات» وتسعى «سييرا سبايس»، وهي شركة تابعة لشركة «سييرا نيفادا»، إلى أن تقوم مركبتها الفضائية البالغ طولها 9 أمتار والمسماة «دريم تشايسر»، بأولى مهامها هذا العام، حيث تشكل المركبة القابلة لإعادة الاستخدام حجر أساس في طموحاتها الفضائية.