بيل جيتس :الذكاء الاصطناعي حدث ثوري مثل الهواتف المحمولة والإنترنت
صرح الملياردير الأميركي بيل جيتس بأن تكنولوجيا ChatGPT المطورة من قبل OpenAI هي أكبر تقدم ثوري في التكنولوجيا منذ عام 1980 عندما رأى لأول مرة واجهة المستخدم الرسومية قبل ذلك اعتاد الأشخاص استخدام حاسبهم الشخصي عبر سطر الأوامر، واستخدم جيتس تكنولوجيا واجهة المستخدم الرسومية في تطوير الـsoftware في شكله الحديث اليوم وتتمكن أداة ChatGPT من كتابة نصوص شبيهة بكتابة البشر.
وأجرى روبوت المحادثة “شات جي بي تي” (ChatGPT) محادثة مع مؤسس مايكروسوفت بيل جيتس ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وشارك جيتس عبر حسابه على موقع “لينكد إن” مقطعا مصورا من المقابلة التي أقيمت في كلية لندن الإمبراطورية للعلوم والتكنولوجيا والطب، ووصفها بأنها كانت محادثة رائعة.
وبدأ الروبوت أسئلته بسؤال حول تأثير التكنولوجيا على الاقتصاد العالمي وسوق العمل خلال السنوات العشر القادمة، ليرد غيتس قائلا “يجب أن نكون أكثر كفاءة، فهناك نقص في الأيدي العاملة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم، ولو ذهبت إلى الدول منخفضة الدخل فلن تجد أطباء أو مدرسين كافين، ونأمل أن تساعدنا التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي -الذي طرح هذا السؤال- في أن نكون أكثر كفاءة”.
كما طرح الذكاء الاصطناعي سؤالا حول النصيحة التي يود الثنائي تقديمها لنفسيهما لو عاد بهما الزمن إلى بداية مسارهما المهني، وكيف كان بإمكانهما إدارة حياتهما بشكل مختلف.
ورد جيتس “كنت شديد التركيز، لم أكن أؤمن بالإجازات الأسبوعية، كنت أمتلك نظرة ضيقة لطريقة العمل وأسلوب الكلام، وفي بداية العمل مع فريق مايكروسوفت لم تكن هناك مشكلة، لكن عندما أصبحت الشركة أكبر وأصبح لدينا موظفون لديهم عائلات كان علي التفكير في هذا الأمر”.
ووافق سوناك جيتس الرأي نفسه، حيث أشار إلى أنه بسبب انحداره من عائلة مهاجرة كانت عقليته تدور حول العمل بشكل مستمر، لكنه أدرك أنه كان عليه أن يعيش اللحظات بشكل أفضل.
وسألهما الروبوت عن أجزاء وظيفتيهما التي يتمنيان أن يقوم بها نيابة عنهما، وأجابه غيتس أنه يود استخدامه في جعل ملاحظاته أذكى، وتحويل الصور وتطويرها لأنه لا يجيد الرسم، كما أشار إلى أنه يستخدمه الآن في كتابة بعض القصائد والأغاني، لكنه يعترف بأن الذكاء الاصطناعي ساعده ولا ينسبها لنفسه.
أما سوناك فأراد أن يتولى عنه الذكاء الاصطناعي مهمة الإجابة عن الأسئلة الروتينية التي يتعرض لها بشكل أسبوعي باعتباره رئيسا للوزراء، ووصف ذلك بأنه سيكون عظيما.
واختتم الروبوت أسئلته بسؤال حول ما يتمناه الثنائي من الأفراد والحكومات لخلق مستقبل أفضل للعالم بأكمله، فتحدث جيتس عن ضرورة توجيه الجهود نحو قضايا تغير المناخ، وكذلك العمل على تطوير اللقاحات والنظم الطبية لتقليل عدد وفيات الأطفال السنوي، وتمنى أن يحظى الجميع حول العالم بحقهم في التعليم.
أما سوناك فأكد أنهم بالفعل استحدثوا أقساما في الحكومة للاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، واتفق الثنائي على أن العالم ينتظره مستقبل مشرق.
وفي مدونة، كتب المؤسس المشارك لـMicrosoft أنه تحدى فريق OpenAI العام الماضي لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي يتمكن من اجتياز اختبار المستوى المتقدم لعلم الأحياء.
وبالفعل كشفت الشركة الأسبوع الماضي أن نسخة GPT-4 تمكنت من تسجيل أعلى نتيجة في هذا الاختبار.
اعتقد جيتس أن التحدي سيبقي فريق OpenAI مشغولاً خلال العامين أو الثلاثة أعوام القادمة ، لكنهم كانوا جاهزين للمنتج النهائي في غضون بضعة أشهر فقط.
وأضاف جيتس: التجربة بأكملها مذهلة..تطوير الذكاء الاصطناعي مسألة أساسية مثل اختراع الحاسوب الشخصي والإنترنت والهاتف المحمول.
وتابع: الذكاء الاصطناعي سيغير الطريقة التي يعمل ويسافر ويتعلم بها الأشخاص بجانب تغيير طريقة تواصلهم مع بعضهم.
كما قال جيتس إن الذكاء الاصطناعي سيحول العمل الخيري والإنتاجية في الوظائف والرعاية الصحية والتعليم.
واستخدم شات جي بي تي -الذي جذب مليون مستخدم بعد وقت قصير من إطلاقه في نوفمبر في عدة مهمات، بداية من الاستشارات العقارية وتقديم نصائح حول كيفية بدء عمل تجاري وحتى تأليف الموسيقى، وكان النجاح والفشل حليفين له في مهماته المختلفة.