تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا-أكسفورد في بعض الدول خوفا من الجلطات
أعلنت مجموعة من الدول تعليق العمل بأحد لقاحات فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وهو لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” (AstraZeneca-Oxford)، وطوّره المختبر البريطاني أسترازينيكا وجامعة أكسفورد.
والدول التي علقت التطعيم بلقاح أسترازينيكا-أكسفورد هي الدانمارك علّقت استخدام لقاح أسترازينيكا بالكامل وليس مجموعة من جرعاته، كما علقت استخدامه آيسلندا والنرويج وإيطاليا حظرت استخدام اللقاح كإجراء احترازي،
وذلك بعد وفاة رجلين في صقلية عقب فترة وجيزة من تطعيمهما باللقاح وقالت الهيئة الطبية الحكومية في إيطاليا (أيفا) في وقت سابق إن القرار “وقائي” وأضافت أنه لم تثبت صلة بين التطعيم “والأحداث الخطيرة التي أعقبته”.
كما علقت العمل بالتطعيم تايلند، وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورج والنمسا، والأخيرة أعلنت تعليق استخدام مجموعة جرعات محدّدة من أسترازينيكا بعد وفاة ممرضة عمرها 49 عاماً من جراء “مشكلات تخثر دم حادة” بعد أيام على تلقيها اللّقاح. وايضا بلغاريا أوقفت مؤقتا التطعيم باستخدام لقاح أسترازينيكا لحين صدور بيان مكتوب عن الهيئة الأوروبية المنظمة للأدوية يبدد كافة الشكوك بشأن أمان اللقاح.
والتقنية التي يستخدمها اللّقاح هي “النواقل الفيروسية” (Viral vector)، وفيها يستخدم فيروس آخر أقل ضراوة، يجري تحويله ليضاف إلى جزء من فيروس كورونا، ويتم إدخال الفيروس المعدل إلى خلايا الأفراد، التي تقوم بدورها بإنتاج بروتين نموذجي لـ”سارس كوف 2″ (الاسم العلمي لفيروس كورونا)، وهو ما من شأنه دفع أنظمتهم المناعية إلى التعرف عليه. ويستخدم لقاح أكسفورد-أسترازينيكا فيروسا غدانيا (Adenoviruses) كناقل فيروسي.
المملكة المتحدة أصدرت بيانا أكدت فيه أن اللقاح “آمن وفعال”. وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة بوريس جونسون للصحفيين “قلنا بوضوح إنه آمن وفعال.. وعندما يُطلب من الناس التقدم لتلقيه، يجب أن يفعلوا ذلك بثقة”. وفي ألمانيا، قال كبار مسؤولي الصحة إن لقاح أسترازينيكا آمن، ويمكن لألمانيا مواصلة استخدامه. وفي فرنسا أعلن وزير الصحة أوليفيه فيران اعتزام بلاده التمسك باستخدام لقاح شركة أسترازينيكا.
وقالت الهيئة الناظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي إن الدول الأوروبية يمكنها الاستمرار في استخدام لقاح أسترازينيكا، في حين يجري التحقيق في حالات جلطات الدم التي دفعت الدانمارك ودولا أخرى لتعليق استخدامه.
وكالة الأدوية الأوروبية قالت في رسالة إلكترونية لوكالة الصحافة الفرنسية إن “المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن عدد حوادث الانسداد التجلطي لدى الذين تلقوا اللقاح، ليست أعلى مما يسجل لدى عامة الناس”.
وقالت الوكالة في بيان إن “موقف لجنة السلامة هو أن فوائد اللقاح ما زالت أعلى من مخاطره ويمكن الاستمرار في إعطائه فيما يجري التحقيق في حالات الجلطات”.
وحسب الوكالة الأوروبية، فقد تم الإبلاغ حتى 10 مارس عن حدوث 30 حالة من حالات “الانسداد التجلطي” بين نحو 5 ملايين شخص تم تطعيمهم بلقاح أسترازينيكا في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن هذه النسبة ليست أكثر من مصادفة على الصعيد الإحصائي، وأنها تحدث حتى من دون إجراء تطعيم بين السكان.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارجريت هاريس إن لجنة الخبراء الاستشارية التابعة لها تدرس في الوقت الراهن لقاح أسترازينيكا بعد وقف بعض البلدان توزيعه، لكن لا يوجد سبب لعدم استخدامه.