دراسة تكشف أهمية الجرعة المعززة من اللقاحات لمواجهة أوميكرون
ووفقا لدراسة أجراها باحثون في معهد “راغون” ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، ونشرت نتائجها في دورية “سِل”، خلصت إلى أن الجسم لن يكون قادرا على اكتساب مناعة ضد متحور فيروس كورونا المعروف باسم “أوميكرون”، من دون الحصول على جرعة “معززة” إضافية من اللقاحات، لا سيما “فايزر” و”موديرنا”.
وقال المؤلف الرئيسي في الدراسة أليخاندرو بالاز، الذي يبحث كيفية هندسة المناعة ضد الأمراض المعدية: “لقد أراد الناس بشدة معرفة ما إذا كانت اللقاحات الحالية تحمي من أوميكرون”.
وللعثور على إجابات، تعاون بالاز مع فريق من العلماء، وكانت الخطوة الأولى تخليق نسخة غير ضارة من أوميكرون تُعرف باسم “الفيروس الكاذب”، يمكن استخدامها في المختبر لتقييم فعالية لقاحات كورونا الثلاثة المتوفرة في الولايات المتحدة، التي تشمل جرعتين من “فايزر” أو “موديرنا”، وهي لقاحات تعتمد على الحمض النووي الريبوزي المرسال أو “الرنا المرسال”، أو جرعة واحدة من لقاح “جونسون آند جونسون”.
ويحاكي الفيروس الكاذب الذي ابتكره بالاز وزملاؤه سلوك “أوميكرون”، الذي يحتوي على 34 طفرة على بروتين “سبايك” ليست موجودة في السلالة الأصلية لفيروس كورونا، التي اكتشفت لأول مرة في ووهان بالصين أواخر عام 2019.ويعتقد العلماء أن هذه الطفرات قد تكون مسؤولة جزئيا عن الانتشار السريع للمتحور “أوميكرون” في أنحاء العالم.
وبالخطوة الثانية في الدراسة، حصل العلماء على عينات دم من 239 فردا تم تطعيمهم بالكامل بأحد لقاحات كورونا الثلاثة، شملت 70 رجلا وامرأة تلقوا جرعة معززة ثالثة إما من لقاح “فايزر” أو “موديرنا”، وفقا لتوصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
واستخدمت عينات الدم لقياس فعالية كل لقاح في تحفيز إنتاج مناعة وقائية بشكل أجسام مضادة تواجه الفيروس الكاذب، وكذلك المتحور الآخر من فيروس كورونا المعروف باسم “دلتا”.
وتعليقا على النتائج التي توصل إليها العلماء، قال بالاز: “اكتشفنا قدرا ضئيلا جدا من تحييد الفيروس الكاذب عندما استخدمنا عينات مأخوذة من الأشخاص المطعمين مؤخرا بجرعتين من اللقاحات أو جرعة واحدة جونسون آند جونسون، لكن الأفراد الذين تلقوا 3 جرعات من لقاح فايزر أو موديرنا كان لديهم تحييد كبير جدا ضد شبيه أوميكرون”.
ويلاحظ بالاز أن نظام اللقاح بثلاث جرعات، أي الجرعتين التقليديتين والجرعة المعززة من لقاحات “فايزر” و”موديرنا”، يوفر مستويات أقل إلى حد ما من الأجسام المضادة لـ”أوميكرون” أو “دلتا”، لكن نتائج الدراسة تدعم بقوة نصيحة مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بأن الجرعات المعززة لـ”كوفيد 19” مناسبة لأي شخص يبلغ من العمر 16 عاما أو أكثر، وأن لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال هي “المفضلة”.
وعن السبب وراء ذلك، قال العالم المشارك في الدراسة غارسيا بلتران، إن أحد الاحتمالات هو أن “جرعة إضافية تخلق أجساما مضادة ترتبط ارتباطا وثيقا ببروتين الفيروس مما يزيد من فعاليتها. كما قد تولد الجرعة المعززة أجساما مضادة تستهدف مناطق بروتين سبايك الشائعة في جميع أشكال فيروس كورونا”.
وأوصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بتقليص الفترة الفاصلة بين الجرعة الثانية من لقاح فايزر-بيونتيك المضاد لكوفيد-19، والجرعة المعززة إلى خمسة أشهر بدلا من ستة.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الاثنين بتقليص الفترة الزمنية بين الجرعة الثانية والمعززة، والسماح باستخدام جرعة ثالثة من لقاح فايزر-بيونتيك للأطفال من 12 إلى 15 عاما.
وأوصت المراكز أيضا بأن يتلقى الأطفال الذين يعانون من ضعف في المناعة بأي شكل من الأشكال وتتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما جرعة إضافية من اللقاح بعد 28 يوما من الجرعة الثانية.
ولم تغير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها التوصية المتعلقة بالفاصل الزمني بين الجرعة الثانية والمعززة للأشخاص الذين تلقوا لقاح جونسون اند جونسون أو مودرنا والذي يظل عند شهرين بالنسبة للقاح جونسون وستة أشهر لمودرنا.
وقال خبراء بريطانيون إن الجرعة الرابعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا ليست ضرورية بعد، لأن الجرعة المعززة تستمر في توفير حماية عالية ضد الأعراض الشديدة التي يتسبب فيها متحور أوميكرون بين كبار السن.
وتظهر بيانات هيئة الأمن الصحي في بريطانيا أنه بعد ثلاثة أشهر من تلقي الجرعة المعززة (الجرعة الثالثة)، يساعد اللقاح على تجنب الحاجة للعلاج في المستشفيات بنسبة تصل إلى 90 في المئة بين مَن تزيد أعمارهم عن 65 عاما.
فمع جرعتين فقط من اللقاح، تنخفض القدرة على الحماية من الأعراض الشديدة إلى نسبة 70 في المئة تقريبا بعد ثلاثة أشهر وإلى 50 في المئة بعد ستة أشهر.
وبدأت بعض البلدان، مثل إسرائيل، في إعطاء جرعة رابعة ضد فيروس كورونا للسيطرة على متحور أوميكرون شديد العدوى والذي يسبب في أعداد متزايدة من الإصابات في جميع أنحاء العالم.