لديك بالفعل جهاز لقياس مستوى الأكسجين في الدم إذا كنت تمتلك أحد هذه الهواتف
في الأسابيع الماضية شهدت أسعار بعض المنتجات وخاصة الطبية لاسيما الكمامات الجراحية ارتفاعا غير مسبوق. ومع ذلك، فقد تشعر بالمفاجأة أكثر من أن أحد هذه المنتجات التي أصبح من الصعب العثور عليها بشكل متزايد هو مقياس تأكسج النبض. هذه الأجهزة الطبية التي تمكنك من قياس مستويات الأكسجين في الدم بنفسك دون الذهاب الى الطبيب، وتعرف أيضا بـ SpO2.
إذا كنت تتساءل عن سبب أهمية مثل هذه الأجهزة فيبدو أنك كنت بعيد بشكل ما عن اخبار الجائحة التي تهدد حياة الملايين حول العالم، ففيروس كورونا المستجد الذي تسبب في هذا الوباء العالمي يهدد بشكل أكبر أولئك الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة ومن لديهم صعوبات في التنفس، فضلا عن الأشخاص الذين قد يكون لديهم تركيزات أقل من الأكسجين في الدم. لذلك فمن المفهوم أن المزيد من الناس يحاولون تجهيز أنفسهم لتتبع ومراقبة صحتهم بشكل أفضل خلال هذه الفترة المخيفة.
ونظرًا لأن أجهزة قياس التأكسج النبضي ليست رخيصة بطبيعتها فضلا عن اعتبارها إنفاقا إضافيا في فترة اقتصادية صعبة بالأساس، فمن المنطقي أن يبحث الناس عن وسائل بديلة لقياس نسبة الأكسجين بالدم لديهم لكن الحلول المتاحة ليست دائمًا الأكثر فائدة.
أحد “الحلول” القديمة التي تستمر في الظهور هو مفهوم استخدام الهاتف الذكي من خلال الكاميرا أو المستشعرات الخاصة، فلسنوات طرح مصنعو الهواتف مثل سامسونج والعديد من مطوري التطبيقات فكرة أنه يمكنك استخدام هاتفك لقياس معدل ضربات القلب وحتى بيانات الأكسجين في الدم، ولكن مع ظهور الأدلة على أن هذا لم يكن الحل الأكثر فاعلية، ومع ظهور الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية في السوق بدأت تلك الحلول المستندة إلى الهاتف في التلاشي. لكنها لم تختف بالكامل.
وعملية استخدام الهاتف الذكي في قياس نسبة الأكسجين في الدم في هواتف مثل سامسونج عملية بسيطة إلى حد ما طالما أن هاتفك يدعمها حيث كل ما عليك فعله هو وضع إصبعك على مستشعر تشبع الأكسجين على الجزء الخلفي من هاتفك والبقاء ثابتًا لعدة ثوان أثناء قيام هاتفك بقياس مستويات الأكسجين.
بمجرد أن ينتهي هاتفك سيتم إعلامك بأنه يمكنك رفع اصبعك عن المستشعر، وبعد ذلك ستحصل على نسبة تشير إلى مستويات الأكسجين. سيتم أيضًا عرض معدل ضربات قلبك في الدقيقة (نبضة في الدقيقة). كما يمكنك حفظ أو إلغاء البيانات التي قمت بقياسها للتو. ومقارنتها أيضا مع القياسات السابقة.
لكن مثل هذه التكنولوجيا تعرضت للنقد فقد كان المجتمع الطبي متفق على أن استخدام كاميرا الهاتف والمستشعرات والتطبيقات ليست الطريقة الأفضل أو الأكثر دقة لقياس مستوى الأكسجين في الدم على الأرجح.
فوفقًا لمركز الطب المستند إلى الأدلة في جامعة أكسفورد لا يوجد دليل على أن أي تقنية للهواتف الذكية دقيقة لقياس مستويات الأكسجين في الدم. علاوة على ذلك، فإن الأساس العلمي لهذه التقنيات أمر مشكوك فيه ونتائجها غير موثوقة.
وربما كان هذا هو السبب الذي دفع سامسونج لإزالة مستشعرات الصحة المخصصة من هواتفهم قبل عدة أجيال، لكن الكثير من الطرازات القديمة لا تزال قادرة على قياس مستويات الأكسجين في الدم. في الواقع، بدأت سامسونج بتضمين مستشعر SpO2 على الهواتف منذ جالاكسي اس 5 وجالاكسي نوت 4، واستمرت في دعمها حتى جالاكسي اس 10 وجالاكسي نوت 9.
فإذا كنت تستخدم جهاز جالاكسي اس او نوت من أي من الأجيال القديمة، فأنت جاهز تمامًا. أسهل طريقة لمعرفة ما إذا كان هاتفك يدعم قياسات SpO2 هي البحث عن أجهزة استشعار بصرية على الجزء الخلفي من الهاتف، بجوار مستشعرات الكاميرا مباشرةً. حيث سيكون لديك أجهزة استشعار مختلفة لمراقبة معدل ضربات القلب وضغط الدم وتشبع الأكسجين.
فضلا عن الهواتف فلا تزال هناك تطبيقات على متجر جوجل بلاي وآبل ستور تقول إنها تستطيع قياس مستوى الأكسجين في الدم من خلال مستشعر الكاميرا لكن نتائجها مشكوك فيها بشكل كبير إذا كان هاتفك لا يحتوي على مستشعرات خاصة.
أما على المستوى الأكثر موثوقية فهناك بعض الساعات الذكية وأجهزة قياس التأكسج النبضية المخصصة. فهناك أجهزة تحتوي على مستشعرات SpO2 يمكنها اكتشاف الاختلافات في مستويات الأكسجين في الدم تقدمها شركات مثل Fitbit وGarmin فضلا عن الساعات الذكية التي تقدمها شركات مثل آبل.
لكن المجتمع الطبي يقول إنه لا يجب استخدام هذه الأجهزة القابلة للارتداء حصريًا كأجهزة تشخيصية وانه يجب عليك استشارة أخصائي طبي إذا كنت مهتمًا بأي من القراءات التي تحصل عليها من مثل هذه الأجهزة.
فإذا كان بإمكانك العثور على مقياس تأكسج نبضي مخصص وموثوق به، فمن المحتمل أن يكون هذا هو أفضل حل منزلي ممكن. وبعض هذه الأجهزة “ذكية” بمعنى أنها يمكن أن تقترن بتطبيق على هاتفك الذكي لترحيل البيانات عبر البلوتوث، ولكن الكثير منها لا يمتلك هذه الوظيفة. نوصي باستشارة طبيبك أو أخصائي صحي موثوق للحصول على توصيات عندما يتعلق الأمر بشراء تقنية صحية مخصصة مثل هذه.