معلومات عن جدري القرود مرض نادر بلا لقاح
قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية أن مرض جدرى القرود كان يقتصر على أفريقيا، وحالات نادرة فى الولايات المتحدة وأماكن أخرى وعادة ما تكون مرتبطة بالسفر إلى القارة السمراء وتم تأكيد عدد من الإصابات وأخرى مشتبه بها هذا الشهر فى بريطانيا والبرتغال واسبانيا كما إن ولاية ماسوشستس رصدت إصابة لرجل سافر مؤخرا إلى كندا، ويبحث مسئولو الصحة ما إذا كانت إصابته مرتبطة بتفشى للمرض فى أوروبا.
وجدري القرود مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (ينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة. ومع أن الجدري كان قد استؤصل في عام 1980 فإن جدري القرود لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.ينتمي فيروس جدري القرود إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.
كشف لأول مرة عن جدري القرود بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية (المعروفة باسم زائير في وقتها) لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استؤصل منها الجدري في عام 1968. وأبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، وخصوصا في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي يبدو أنها مموطنة به، والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997.
وأبلغ في خريف عام 2003 عن وقوع حالات مؤكدة من جدري القرود في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأميركية، مما يشير إلى أنها أولى الحالات المبلغ عنها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الأفريقية، وتبين أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة.
تنجم العدوى عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية. وتقول منظمة الصحة إنه وثقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القرود أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علما بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس.
تقول منظمة الصحة إنه ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى جدري القرود عامل خطر يرتبط بالإصابة به.
لا ينتشر جدري القرود بسهولة بين البشر، ويتطلب اتصالا وثيقا. ووفقا لما نقلت الجارديان عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يعتقد أن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر يحدث بشكل أساسي من خلال قطرات تنفسية كبيرة.
تتراوح فترة حضانة جدري القرود (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور الأعراض) بين 6 أيام و16 يوما، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما.
أعراض جدري القرود
تقسم مرحلة العدوى إلى فترتين:
فترة الغزو: من لحظة العدوى إلى 5 أيام.
فترة ظهور الطفح الجلدي: في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى.
أعراض فترة الغزو من جدري القرود
حمى.
صداع مبرح.
تضخم العقد اللمفاوية.
آلام في الظهر وفي العضلات.
وهن شديد.
أعراض فترة الطفح الجلدي من جدري القرود
يبدأ الطفح على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثَم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%). ويتطور الطفح إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات، قد يلزمها 3 أسابيع لكي تختفي تماما.
يصاب بعض المرضى بتضخم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة.
تدوم أعراض جدري القرود لفترة تتراوح بين 14 و21 يوما، ويصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعا.
يتعافى معظم المرضى من جدري القرود في غضون أسابيع قليلة. مع ذلك، تقول منظمة الصحة إن معدل الوفاة في الحالات يشهد تباينا كبيرا بين الأوبئة.
تقول وكالة الأمن الصحي البريطانية إن خطر انتشار مرض جدري القرود بين الناس نادر جدا، وإذا حدث، فعادة ما تكون الإصابة خفيفة ومعظم الناس يتعافون منه خلال أسابيع قليلة.
لكن بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية فإن جدري القرود يسبب الوفاة بنسبة 11% من المصابين، مقارنة بنحو 30% للمصابين بالجدري، وذلك رغم أن أعراض جدري القرود هو أكثر اعتدالا من الجدري نفسه.
ونسبة الوفيات بحسب المنظمة هي أعلى في صفوف الأطفال والشباب، ومن بين هذه الفئة فإن الذين يعانون من نقص المناعة معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالأمراض الخطيرة.
لا يوجد علاج محدد لجدري القرود، إذ أن المرض عادة ما يختفي من تلقاء نفسه، ولكن يعتقد أن التطعيم ضد الجدري فعال للغاية، وبما أن القضاء على الجدري قد مر عليه 40 عاما، فإن الجيل الأول من لقاحات الجدري لم تعد متاحة لعامة الناس.
لذلك تمت الموافقة على لقاح جديد طورته “بافاريان نورديك” للوقاية من الجدري وجدري القرود، وذلك في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا، تحت الأسماء التجارية التالية: “إيمفانيكس، و”جينيوس”، و”إيمفامون”، كما يتم كذلك تطوير مضادات للفيروسات.