نجاح أول عملية لزراعة الرئة في مصر

أجرى فريق طبي متخصص، أول عملية لزراعة الرئة في مصر، بعد شهور عديدة من التحضير،وخضعت فتاة تقارب الثلاثين من عمرها للعملية الأولى من نوعها داخل مستشفى عين شمس التخصصي بالقاهرة، بعد معاناتها من الفشل التنفسي، حيث تبرع شقيقاها بفصي رئة، في الوقت الذي أجريت الجراحة داخل 3 غرف عمليات بالتوازي بحضور أطباء بعديد من التخصصات الطبية على رأسها أطباء أمراض صدر وجراحة صدر والتخدير والقلب والأوعية الدموية.
وقد أجرى الفريق الطبي المصري وبالمشاركة مع فريق ياباني متخصص ومتمرس في زراعة الرئة عن طريق الأحياء، أول عملية لزراعة الرئة في مصر،وبشكل عام يستغرق هذا النوع من العمليات أي عملية زراعة الرئة من 8 إلي 10 ساعات، ولا يتم إقرار نجاح العملية إلا بعد مرور عده ايام من الزراعة، ولا يخرج المريض من المستشفي قبل مرور عدة أسابيع حتي الإطمئنان علي حالته الصحية.
واعتبر مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، محمد عوض تاج الدين، إجراء أول عملية زرعة رئة بالبلاد بأنه “إنجاز كبير للغاية”.
ووفقا لتاج الدين، فإنه تم إجراء العديد من التجارب الإكلينيكية، وسافر عدد من الأطباء إلى الخارج للتدريب ومعرفة أحدث ما توصل إليه العلم في مجال زراعة الرئة، إضافة إلى متابعة الحالات في عيادات متخصصة بمستشفى عين شمس التخصصي، لكون تلك الجراحة “معقدة وليست سهلة على الإطلاق”، موجها الشكر للفريق الطبي الذي شارك في إجراء العملية الأولى بالبلاد.

وأوضح الاستاذ الدكتور طارق محسن رئيس وحدة جراحة الصدر في طب القصر العيني، أن التحضير يأخذ وقت طويل لأنه يعد أساس نجاح عملية الزراعة.
وأضاف رئيس وحدة جراحة الصدر، أن التحضير للعملية يتم عن طريق تقيم حالة المريض والمتبرع، ويشمل حالتهم الصحية من الناحية الطبية، وحالتهم العامة، فالبنسبة للمتبرع يجب أن يكون حالته الصحية جيدة، ولا يعاني من أمراض مزمنة ولا مدخن ولا يعاني من أمراض معدية كالتهاب الكبد الوبائي.
أما المريض، فيكون خضوعه لزراعة الرئة هو أخر أمل له في الشفاء من فشل التنفس الذي يعاني منه، أي عندما يكون خضع لجميع طرق العلاج الدوائية والجراحية ولا يستجيب، ولن يتعافي من المرض المسبب للفشل الرئوي إلا بالزراعة كما أن اختيار المريض والمتبرع يأخذ الكثير من الاستعدادت الطبية الدقيقة، ويضع كلايهما لإجراء تحاليل الصفات الوراثية ، ففترة التحضير مهمة لأنها يترتب عليها نجاح عملية الزراعة.
وأوضح أن ما بعد العملية يحتاج المريض للعديد من العلاجات أهمها أدوية مثبطات المناعة لتجنب رفض الجسم العضو الجديد، ويحتاج المريض لمتابعة دورية لتجنب التعرض لمضاعفات المترتبه عن استخدام ادويه المناعة، وهذا يجعله أكثر عرضة للعديد من الأمراض كالفيروسية أو اورام الغدد الليمفاويه ولذا المتابعة بعد الخضوع لعملية زراعة الرئة تعد من أهم السبل التي تحمي المرض من تعرضه لرفض العضو، الجديد و المضاعفات المترتبه عن مثبطات المناعه.