مقالاتموبايل

دراسات مخيفة عن تأثير “تيك توك” بالصحة العقلية

لا تُعتبر المخاوف بشأن تأثيرات الصحة العقلية لنشاط وسائل التواصل الاجتماعي جديدة، لكنها زادت في السنوات الأخيرة.

وقد غيّر “تيك توك” سوق وسائل التواصل الاجتماعي وجذب أكثر من مليار مستخدم وأجبر المنافسين على تقليده، لكن أخيراً بدأ الخبراء يعبّرون عن مخاوف من أثر التطبيق على صحة المستخدمين العقلية.

ويُعرف الجيل Z من الشباب الصغار على نحو متزايد باسم “جيل تيك توك”، ويفضل هذه المنصة على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، إذ يعتبر 6 من كل 10 مراهقين أنفسهم مستخدمين يوميين.

إذ يعرض “تيك توك” المحتوى بطريقة تزيد المشاهدة لدقائق وساعات، كما أظهرت المستندات الداخلية المسرّبة في عام 2021.

وتشير الدراسات إلى أن طريقة عمل خوارزمية “تيك توك” قد تؤدي إلى ظهور آراء أكثر تطرفاً. إذ أظهر تقرير في عام 2021 أن أكثر من 70% من المحتوى المتطرف الموجود على “يوتيوب” تمت التوصية به للمستخدمين بواسطة الخوارزمية. كما أن الخوارزمية تحفّز المستخدمين على مشاركة المحتوى الذي يجذب الانتباه والذي تروّجه المنصة.

في السنوات الأخيرة، واجه “تيك توك” تدقيقاً شديداً إثر ظهور مجموعة من التحديات الخطرة التي تورط فيها عدد كبير من المراهقين. وأدى “تحدي بينادريل”، حيث يأخذ المشاركون كمية كبيرة من مضادات الهيستامين في محاولة لإنتاج تأثيرات مهلوسة، إلى وفاة واحدة على الأقل.

وتزعم دعوى قضائية جديدة أن “تحدي انقطاع التيار الكهربائي” أدى إلى وفاة العديد من الفتيات الصغيرات.

يقول المدير المشارك لـ”تراكين إكسبوزد” (منظمة حقوق رقمية تحقق في خوارزمية “تيك توك”)، مارك فضّول، إنه يبدو أيضاً أن “تيك توك” “أسرع من أي منصة أخرى في اكتشاف الاهتمامات”. فصفحة التطبيق For You تعرف رغبات مستخدميها واهتماماتهم جيداً، لدرجة أن النكات تقول إنها تعرف ميول المستخدم الجنسية أكثر منه.

يقول فضّول: “يوفر التطبيق تدفقاً لا نهائياً من التنبيهات، التي قد يكون من الصعب التعرف عليها، وتؤثر حقاً على المستخدمين على المدى الطويل.. لن يتسبب ذلك في إصابة أي شخص بالاكتئاب بين ليلة وضحاها، ولكن ساعات من الاستهلاك كل يوم يمكن أن يكون لها تأثير خطير على صحة المستخدم العقلية”.

يقول الباحثون إن جائحة كورونا أوضحت تأثير المنصة على حياة المستخدمين، خصوصاً صغار السنّ. عندما ضرب فيروس كورونا العالم ودخل في حالة إغلاق، انفجر استخدام “تيك توك”. كان التطبيق مليئاً بالشباب الذين ينشرون أخباراً عن الطرق التي أدى بها الوباء إلى قلب حياتهم.

أدى ذلك إلى ظهور مقاطع فيديو شعبية تستخدم لهجة ساخرة، لمشاركة قصص شخصية مدمرة في كثير من الأحيان.

مثلاً، فيديو “أشياء قالها لي الناس على الإنترنت بعد وفاة أختي بسبب الإدمان” حصد 3.5 ملايين مشاهدة، ويظهر فيه مستخدم يرقص على موسيقى وأضواء مبهجة، بينما الكلام المرافق مأساوي.

لطالما اشتكى صُنّاع المحتوى السود على “تيك توك” من كون المحتوى الخاص بهم “محظوراً”، أو يتعرّض لخفض ترتيبه بواسطة الخوارزميات. وفي عام 2019 اعترفت إدارة “تيك توك” بفرض رقابة على مقاطع الفيديو من المستخدمين من ذوي الحاجات الخاصة أو أصحاب الوزن الزائد مثلاً، بحجة قمع التنمر.

وقالت باحثة الإنترنت في كلية المعلومات بجامعة ميشيغان، تشيلسي بيترسون صلاح الدين: “يتعين على الأشخاص الملونين على “تيك توك” التفكير باستمرار في الطرق التي تراقبهم الخوارزمية من خلالها”، “إن إلقاء العبء على الأشخاص المهمشين لمراقبة أنفسهم باستمرار أمر مرهق عقلياً وعاطفياً للغاية”.

وتظهر المخاوف الحقيقية على سلامة المستخدمين النفسية بشكل خاص من خلال الوسوم التي تسلط الضوء على بعض الاضطرابات، مثل قصور الانتباه وفرط الحركة، إذ حقق وسم #ADHD (اختصار المرض) وعياً متزايداً بالمرض، لكن آثاره السلبية لفتت نظر الاختصاصيين. إذ قام مستخدمون بتشخيص ذاتي لإصابتهم بالاضطراب بناءً على المحتوى المعروض على التطبيق.

وتضر المعلومات الطبية الخاطئة حول المرض بالمستخدمين، خاصة وأن المنصة تقبل أموال الإعلان من عدد من الشركات الناشئة في مجال الصحة العقلية الهادفة للربح مثل Cerebral.
ورفض “تيك توك” التعليق على الانتقادات المتعلقة بالتضليل الصحي والتشخيص الذاتي للمستخدمين بناءً على المحتوى الذي يظهر على التطبيق. كما رفض التعليق على شراكته مع شركة Cerebral الناشئة للصحة العقلية أو سياساتها بشأن المعلومات الطبية المستخدمة في الإعلانات.

كما أكدت دراسة أميركية أن المحتوى المتعلق بالأنظمة الغذائية والوزن، يحصد مشاهدات عالية على منصة تيك توك تحديدا، مما يؤدي إلى نشر ثقافة “سامّة” بشأن التغذية، بين المراهقين والشباب.
وأضافت الدراسة أن غالبية من يدّعون أنهم خبراء تغذية، على منصة تيك توك، لا يملكون من الخبرة شيئا.
وأجرت الدراسة الأميركية تحليلاً شاملاً لمئة مقطع فيديو من الأكثر تداولا عن التغذية وخسارة الوزن، وفوجئوا بأن بعضها حصد أكثر من مليار مشاهدة، مما يوضح الدور الذي تلعبه ثقافة النظام الغذائي بين الشباب والمراهقين.

من ناحية اخري قالت تيك توك (TikTok) إنها لا تجمع معلومات دقيقة عن الموقع الجغرافي لمستخدميها في الولايات المتحدة، مما يعني أنه لا يمكن استخدامها لمراقبة الأشخاص كما ذكر موقع فوربس(Forbes).
ففي سلسلة من التغريدات، اتهم موقع فوربس المنصة بمخالفة جزء حيوي من تعهدها، الذي ينص على أن “تيك توك لا تجمع معلومات دقيقة عن الموقع الجغرافي من المستخدمين الأميركيين”.
وذكر الموقع أن الفريق الذي يقف وراء مشروع المراقبة هو جزء من قسم التدقيق الداخلي ومراقبة المخاطر في شركة بايت دانس (ByteDance)، مالكة منصة تيك توك.
ويقول موقع تيك توك إن التطبيق “لم يتم استخدامه مطلقًا” لاستهداف “أي شخص في تلك المجموعات وإنه لا يقوم بتغير إجراءاته داخل التطبيق لتتبع هؤلاء الأشخاص”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
Mashy tech news

مجانى
عرض